قوم عاد هناك العديد منَ القصص التي ذُكرت في القرآن الكريم عن أقوام فضلوا الكفر على الإيمان فأنزل الله سبحانه وتعالى عليهم سخطه وغضبه بعدّة طرق، أحدى هذه القصص قصة قوم عاد حيث يقال بأنَّ قوم عاد كانوا يعبدون الأصنام، فبعثَ الله سبحانه وتعالى هوداً عليه السلام ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأصنام وبالتالي إخراجهم من ظلماتِ الجهل والكفر إلى النور والإيمان، وتوجّه لهم هوداً عليه السلام بالدعوى والنصح ولكنهم قابلوه بالصدّ ووصفوه بالسفه والكذب وانغمسوا في شهواتهم ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل عليهم العذاب وهو ريحاً عاصفة دمّرتهم ودمّرت جميع الصروح العظيمة والقصور الفارهة التي اشتهر قوم عاد بها.
ذكر قوم عاد في القرآن الكريم - قال تعالى: "وزادكم في الخلق بسطة" صدق الله العظيم، هذه الآية تتحدث عن أنَّ الله سبحانه وتعالى فضّلهم على غيرهم وجعلهم أطول من أبناءِ جنسهم وجعلهم أكثر وأشدّ قوّة ولكنهم لم يشكروا نعمة الله عليهم وعصوه.
- قال تعالى: "وإلى عادٍ أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون" صدق الله العظيم، تبيّن هذه الآية أنّ هوداً عليه السلام قد بعثه الله سبحانه وتعالى لقوم عاد ليدعوهم إلى الإيمان بالله وترك عبادة الأصنام.
- قال تعالى: "وأمّا عاد فأهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتية سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنَّهم أعجازُ نخلٍ خاوية فهل ترى لهم من باقية " صدق الله العظيم، تتحدث الآية أنَّ الله سبحانه وتعالى أهلك قوم عاد بالريح الشديدة الباردة لمدة سبع ليالٍ وثمانية أيام، وتوضح حالهم بعد العاصفة.
- قال تعالى: " كذبت عادٌ فكيف كان عذابي ونذر إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحس مستمر تنزع الناس كأنَّهم أعجازُ نخلٍ منقعر فكيف كان عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكّر" صدق الله العظيم، وهذه الآية كذلك تتحدث عن عذاب قوم عاد، وأنَّ الله سبحانه وتعالي جعلهم عبرة لمن بعدهم، وغيرها من آياتِ القرآن الكريم التي ذكر فيها قوم عاد.
آثار قوم عاد - كان قوم عاد يشتهرون بالصروح العظيمة والقصور الفارهة التي دُمّرت بالعذاب الذي حلَّ بهم لكفرهم، حيث كانوا يعيشون في الأحقاف وهي تعني الأرض الرملية.
- من أهمِ الاكتشافات الأثرية لقوم عاد مدينة إرَم وهي مدينة أسطورية ذات أعمدة ضخمة والتي تمّ اكتشافها في عام 1990 وقد تم الإشارة لها في القرآن الكريم فقال تعالى: " إرَم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد " وهذا يدلّ على أنَّها كانت مدينة عظيمة وكذلك اشتهرت هذه المدينة بإنتاج اللبان ذي الرائحة العطرة، الذي يُستخرج من أحد أنواع الأشجار الذي لم تقل قيمته عن الذهب في تلك الفترة.
- بالإضافة إلى وجود بعض المعابد القديمة التي عثر فيها على نقوش تصوّر بعض الحيوانات مثل الأسود.
- مؤخراً تمّ اكتشاف مقبرة يُعتقد أنّها لقوم عاد، حيث كانت العظام طويلة وضخمة، وقد ذَكر القرآن الكريم بأنَّ قوم عاد كانوا طوال القامة وذوي أجساد ضخمة ولكن لم يتمّ التأكّد بعد من أنها تعود لقوم عاد.